سرعة رد الفعل و طرق تدريبه
يختلف زمن رد فعل الرياضيين تبعا لنوع النشاط الممارس ويبلغ عند الرياضيين ذوي المستويات العليا مابين (0.1 – 0.2 ) من الثانية اما بالنسبة للرياضيين ذوي المستويات العادية فيصل مابين ( 0.2- 0.3) من الثانية وبذلك تختلف صفة رد الفعل من لاعب لآخر ومن قوة لأخرى وحتى عند الشخص نفسه إذ يختلف من مجموعات عضلية لمجموعات عضلية اخرى فسرعة رد الفعل لعضلات الجانب الايمن تختلف عن سرعة رد الفعل لعضلات الجانب الايسر.
سرعة رد الفعل : وتسمى سرعة الاستجابة وسرعة رد الفعل اذ هناك فاصل زمني بين بدء ظهور المثير وبدء استجابته له او هي القدرة على الاستجابة لمثير بحركة في اقل زمن ممكن. حيث ينظر الى سرعة رد الفعل كصفة حركية فسيولوجية وراثية يمكن تنميتها وتحسينها وبذلك تعد دالة او مؤشرا لسلامة الجهاز العضلي العصبي للاعب.
وكذلك بين مجموعات العضلية للأطراف العليا عن المجموعات العضلية للأطراف السفلى للجسم . اذ يختلف زمن رد الفعل ليس فقط بسبب نوع النشاط بنظام التدريب بل لعوامل بيولوجية ووراثية، والجنس ونمط الجسم كل تلك العناصر ذات تأثير كبير على زمن رد الفعل عند اللاعب ،وبذلك يتوقف تحسين مستوى سرعة رد الفعل عند اللاعبين على التمارين الخاصة بذلك، هذا بالاضافة الى مواقف اللعبة والتي يتواجد فيها اللاعب اثناء اداء المهارات الرياضية .
تقسم سرعة رد الفعل الى :
1- سرعة رد الفعل البسيط : وهي الزمن المحصور مابين لحظة ظهور مثير واحد معروف من قبل وبين لحظة الاستجابة له، ويتمثل رد الفعل البسيط في مجالات الألعاب والفعاليات الرياضية المختلفة كالبدء في السباحه والعدو، وبذلك يكون الرياضي مسيطراً على الحركة عارفاً بتوقيت ادائها مسبقاً، ويمكن تنمية هذا النوع من رد الفعل بالتمارين التالية :
- البداية من اوضاع مختلفة كالرقود والانبطاح والتكور .....الخ
- البداية من اوضاع الجثو كالوقوف او الجلوس المعاكس .....الخ
![]() |
البدء في ألعاب القوى |
2- سرعة رد الفعل المركب : وهي الزمن المحصور بين ظهور مثير للتميز بينهما والاستجابة لآحداهما فقط ، ويظهر هذا النوع من سرعة رد الفعل عند اداء بعض مهارات الالعاب والفعاليات الرياضية المختلفة وعندما يفاجئ اللاعب باداء موقف حركي معين لم يتوقعه، أو في مجال بعض الالعاب الرياضية الفردية كالملاكمة والمبارزة فلاعب خط الوسط المهاجم في كرة السلة او القدم او اليد يتوقع اكثر من توقع عندما يكون مهاجماً على مرمى الخصم، من يمرر له الكرة ؟ وهل تصله بطريق مباشر او غير مباشر ؟ وكل هذا يؤثر في سرعة رد الفعل، ولاعب الملاكمة يقوم برد فعل معين اثناء المباراة امام خصمة الذي يتمثل في السرعة والمراوغة او التقهقر او التقدم وبذلك ينصح بتنمية وتحسين رد الفعل المركب بحيث يكون اللاعب في نفس الظروف التي يتطلب الموقف وعلى ذلك يمكن تطبيقه على شكل تمارين تؤدي في الوحدات التدريبية هناك اكثر من توقع سواء توقع ذاتي او توقع من الغير ( منافس او زميل ) .
كما يظهر ذلك من رد فعل حارس المرمى عندما يسدد عليه الخصم الكرة في اتجاه لا يعلمه ولكن يضع له اكثر من توقع و بذلك يكون رد الفعل .
العوامل المؤثرة في سرعة رد الفعل :
1- التوقع الحركي : إن التوقع الحركي هو مظهر خارجي لانسجام قسم الحركة مع واجبها أو الحركة ككل مع الواجب التالي للحركة وهو حالة مهمة في جميع الألعاب الرياضية ويفهم من اصطلاح التوقع الحركي التصور المسبق للنتيجة على أساس الملاحظة منذ ابتداء وخلال مرافقه مراحل حركية معينة.
2- الانتباه : هو تركيز الشعور في شيء وهو ظاهرة لا يمكن الاستغناء عنها في الحركات الرياضية ولا يمكن أداء رد فعل سريع دون انتباه جيد يسبق ذلك فالانتباه حالة تسبق الأداء.
3- التركيز : هو تجميع الأفكار وتثبيت الانتباه لتحقيق الهدف وإذا كان مفهوم الانتباه عاما فجوهره حول التركيز.
ويحتاج الرياضي إلى التركيز بحيث يكون في وضع يمكنه من التركيز خلال المنافسة على واجبات أخرى (ملاحظة الخصم وملاحظة اللاعبين). وهذا يعني التركيز على المثيرات الخارجية ليتمكن من إعداد الاستجابة المطلوبة.
4- الإدراك : هو الإحساس بالظواهر المحيطة في النشاط الرياضي ومن خلاله يتمكن الرياضي من رسم المنهج الحركي للأداء المطلوب وكلما امتلك الرياضي إدراكاً صحيحا للموقف تمكن من الاستجابة بشكل صحيح وسريع.
ويؤكد وجيه محجوب 1982 نقلاً عن عبد الحميد (1973) أن أساس عمليات رد الفعل تتم بالإدراك السابق لخواص وشروط المثير وإدراك المثير نفسه وامتلاك القدرة على إجابة المثير.
5- الإحماء : يؤكد محمد يوسف الشيخ (1969) نقلا عن فراكتوف (Fraktowf 1953) أن الإحماء له دور مهم في تقليل زمن سرعة رد الفعل وهذا يعني كلما كان الإحماء جيدا وشاملا فهذا يؤدي إلى نتائج ايجابية في تقليل زمن سرعة رد الفعل.
6- الحالة النفسية : تؤثر الحالة النفسية بشكل ايجابي وسلبي على زمن سرعة رد الفعل لدى الرياضي وتشمل حالات الفرح والحزن التي تحدث في المباراة بسبب الفوز أو الخسارة أو بسبب حالات خارج إطار الملعب مثل الحزن والخوف حيث تؤثر في زمن سرعة رد الفعل.
فى ضوء ما تقدم يتضح أن تنمية وتطوير رد الفعل الحركي المركب يحتاج من اللاعب إلى مزيد من التدريب، وخاصة انه لابد أن يرتبط سرعة رد الفعل الحركي بصحة ودقة الاستجابة الحركية نظرا لان الاستجابة السريعة الخاطئة أو الاستجابة البطيئة الصحيحة لا تؤدي أي منها إلى نتائج أفضل، ويتأثر زمن رد الفعل بالعديد من العوامل كنوع المثير ونوعية الاستجابة الحركية المطلوبة والحالة النفسية لفرد.
تنمية سرعة رد الفعل :
تمرينات تستخدم لتطوير سرعة رد الفعل :
اللاعب يبدأ من وضعيات مختلفة للحركة ( الاستلقاء والرأس للأسفل، الاستلقاء على الظهر، وضعية تمرين الضغط، وضعية تمرين المعدة، وضعية الجلوس يثني الركبتين أو وضعية السجود )، المدرب يكون على بعد 30م من المجموعة التي تنفذ هذا التمرين ثم يرسل إشارة للجميع بالقفز والركض السريع باتجاهه. يؤدى التمرين من وضعيات مختلفة وفي أماكن مختلفة حتى يتمكن اللاعب من تغيير اتجاه حركته بسهولة. هذه التمرينات يمكن اجراؤها أيضاً باستخدام الكرات الطبية.
![]() |
انتقال الاستجابة من المخ إلى العضلات العاملة |
تنمية سرعة رد الفعل البسيط :
يستخدم لتنمية سرعة رد الفعل الحركي البسيط عدة طرق منها :
1- التدريب مع تغيير الظروف الخارجية :
تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق انتشارا وتصلح مع المبتدئين، غير انه عند تقدم مستوى اللاعب تصبح هذه الطريقة غير مؤثرة، وهى تعتمد على محاولة تقصير زمن الكمون عند الاستجابة لمؤثرات معروفة ومحددة أو مع تغيير الظروف المحيطة مثل أداء البدء المنخفض في العدو مع تغيير الاتجاه تبعاً لإشارة المدرب.
2- استخدام الطريقة الحسية :
قدم هذه الطريقة "جيلبر شتين" عام 1958، وهي تعتمد على العلاقة بين سرعة رد الفعل الحركي وقدرة الفرد على الإحساس بالفترات الزمنية القصيرة جدا كأجزاء الثانية الواحدة، وتنمية هذا الإحساس تنعكس على تقصير زمن الكمون وزيادة سرعة رد الفعل الحركي، وتتم هذه العملية على ثلاث مراحل هي :
- المرحلة الأولى : وفيها يقوم اللاعب بأداء حركات معينة كأن يقوم بالعدو من البدء المنخفض مثلا لمسافة 5 أمتار في محاولة الاستجابة لإشارة البدء بأقصى سرعة وبعد كل تكرار يبلغ اللاعب بالزمن الذي حققه .
- المرحلة الثانية : وفيها يقوم اللاعب بتأدية الواجب الحركي المكلف به وسؤاله عن الزمن الذي حققه بناء على تقديره الشخصي، وبعد أن يجيب على ذلك يتم اختباره بالزمن الحقيقي، ومع تكرار التدريب سوف تتحسن قدرة اللاعب على تقدير الزمن الذي قطع فيه المسافة أو أدى فيه العمل العضلي أو المهارة المطلوب أداؤها.
- المرحلة الثالثة : في هذه المرحلة يصل اللاعب إلى أن يؤدى الواجب الحركي المطلوب فيه مع تجديد الزمن المطلوب تحقيقه مسبقاً قبل الأداء. وتجدر الإشارة إلى أن تنمية سرعة رد الفعل تعتبر من المهام الصعبة، حيث أن مقدار التقدم الذي نرجوه لا يتعدى أعشار الثانية، ويصل متوسط زمن رد الفعل الحركي لدى غير الرياضيين (0.25 ثانية) بمدى يتراوح ما بين (0.20 - 0.35 ثانية)، بينما يتراوح المدى لدى الرياضيين بين (0.15 - 0.2 ثانية)، وقد يصل لدى البعض (0.10 - 0.12 ثانية).
تعليقات
إرسال تعليق